
ساكنة كلميم بين موجة الحر الخانق والاغلاق الغير مبرر للمسابح
تعيش مدينة كلميم ، هذه الأيام ، على وقع موجة حرّ خانقة تجاوزت خلالها درجات الحرارة معدلاتها الموسمية المعتادة ، ما ضاعف من معاناة المواطنين في ظل استمرار إغلاق المسابح العمومية وندرة الفضاءات الخضراء والمتنزهات التي قد تتيح للساكنة متنفسًا للهروب من لفح الصيف الحارق.
ففي غياب البنى التحتية الترفيهية الضرورية ، يجد المواطن الكلميمي نفسه محاصَرًا بين الجدران الإسمنتية والطرقات المشتعلة تحت أشعة الشمس ، دون أي بدائل عمومية تخفف عنه وطأة الحر.
الأطفال ، كما الشيوخ ، يعانون من الإجهاد الحراري ، في حين تضطر العديد من الأسر إلى البقاء حبيسة المنازل ساعات طويلة بسبب غياب أماكن يمكن اللجوء إليها للراحة والاستجمام.
ويُفاقم من هذا الوضع استمرار إغلاق المسابح الجماعية بدون اعطاء اي تبرير منطقي ، ما يحرم فئة واسعة من الشباب والأطفال من وسيلة فعالة للترويح عن النفس والتخفيف من درجات الحرارة المرتفعة التي بلغت ، هذه الأيام ، أزيد من 40 درجة مئوية ، مما دفع معه بالأطفال الى البحث عن بدائل ، من قبيل البرك المائية والمستنقعات المتجمعة نتيجة مياه الامطار الراكدة ،الكريهة الرائحة والداكنة اللون نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي ناهيك عن مياه ملوثة مجهولة المصدر ، داخل واد ام العشار وما لذلك من مخاطر صحية خصوصا مرض البلهارسيا حيث البيئة مواتية لتكاثر ديدانها .
في المقابل ، تُسجَّل ندرة واضحة في الحدائق العامة والمساحات الخضراء بالمدينة ، وهو ما يُثير تساؤلات عدة حول مدى التزام الجهات المنتخبة والسلطات المحلية بوضع تنمية المجال البيئي والترفيهي ضمن أولويات التدبير المجالي للمدينة ، خاصة أن كلميم تُعدّ من المناطق التي تعرف مناخًا شبه صحراويًا ، يستدعي إيلاء عناية خاصة لمشاريع التبريد الحضري وتوسيع المساحات الظليلة.
ويطالب عدد من المواطنين ، في تصريحات متفرقة ، بضرورة التعجيل بفتح المسابح الجماعية في وجه العموم ، مع إطلاق مشاريع حقيقية لتهيئة فضاءات عمومية خضراء ومجهزة ، تكون في متناول الجميع ، خصوصًا الفئات الاجتماعية الهشة التي لا تملك وسائل بديلة للهروب من القيظ القاتل.
في ظل هذه الظروف ، تبدو الحاجة ملحة إلى مقاربة شمولية تدمج بين التهيئة الحضرية المستدامة وتوفير بنيات ترفيهية ملائمة ، لضمان حق الساكنة في بيئة سليمة وآمنة ، خصوصًا في ظل تغيرات مناخية متسارعة تضاعف من حدة الظواهر الجوية المتطرفة.