أسراب من السرطان الأطلسي الأزرق تغزو مياه المغرب
يخشى باحثون ومعنيون بالبيئة البحرية من آثار غزو سرطان الأطلسي الأزرق لمياه المغرب وسواحله على البحر المتوسط، مُبدين في الوقت ذاته تقبلًا للأمر الواقع، داعين إلى ضرورة الإفادة منه.
ويعتبر هذا الغازي من القشريات لينة الدرقة، وله من الأرجل عشر، ما يجعله سريع التنقل في الماء، وترجمة اسمه العلمي من اللاتينية تعني ’السباح الجميل اللذيذ‘؛ فهو ذو طلة بهية، ولحمه مستحسن مرغوب في المطبخ الأمريكي ،حيث أنه بدأ ينتشر ويتوسع في سواحل البحر المتوسط، والنقل البحري هو المتهم الأول في انتقاله من الأطلسي.
وقد رُصد السرطان الأزرق لأول مرة شمال المغرب عام 2017 في بحيرة ’مارتشيكا‘ بمحاذاة مدينة الناظور، التي تشهد في الوقت الحالي انتشارًا واسعًا له، وفق فاطمة العمري، الباحثة في التنوع الحيوي والأنواع الدخيلة بالمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري.
فبالرغم من أن غزو هذا السرطان في مراحله الأولى بالمغرب على عكس تونس وإسبانيا، ومن المبكر الحديث عن قلة أصناف بعينها أو كمية الصيد، إلا أن تأثيراته على البيئة البحرية أصبحت واضحة.
و مع بداية ظهور هذا الكائن الغازي، لم يكن يسترعي الاهتمام، إلى أن بدأت أعداده في التزايُد وتأثيره يتوسع، مما حدا ببعض الصيادين إلى استهدافه وصيده.حيث إزداد تأثيره على تشكيلة المصطادات في بعض المناطق التي يوجد فيها بكثرة، وقضائه على أنواع معينة من الأسماك أو عبر إتلافه لبعض مُعدات الصيد كالشباك، لذا من الضروري توحيد الجهود من أجل استغلال أمثل لهذا النوع وتحويل النقمة إلى نعمة.
يشار أن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري شرع مؤخرًا في إنجاز أبحاث حول هذا النوع الدخيل من أجل دراسة خصائصه الحيوية، ونظامه الغذائي وتقييم المخزون، لكن هذا النوع من الدراسات يتطلب وقتًا طويلًا، ما يفسر عدم توافُر معطيات كافية حتى الآن.