
ندوة: المياه بكلميم واد نون: نحو إدارة مستدامة لمورد حيوي
احتفاءً باليوم العالمي للماء، نظمت المديرية الجهوية للماء بمدينة كلميم يومه الاربعاء 30 ابريل 2025 ندوة علمية وتشاورية هامة تحت شعار: “الموارد المائية في منطقة كلميم واد نون: التحديات، الابتكار وآفاق الاستدامة”. يأتي هذا المؤتمر في ظل تزايد التحديات المرتبطة بالموارد المائية في المنطقة، وفي سياق وطني ودولي يدق ناقوس الخطر بشأن ندرة المياه وتأثيرات التغير المناخي، ما يستدعي تعميق النقاش وتبادل الخبرات للبحث عن حلول فعالة ومستدامة.
يهدف هذا اللقاء العلمي والتشاوري إلى تسليط الضوء على واقع الموارد المائية في جهة كلميم واد نون، واستعراض الإكراهات التي تواجهها، لا سيما في ظل شح التساقطات وتراجع مستويات الفرشات المائية، بالإضافة إلى التوسع العمراني والطلب المتزايد على الماء في قطاعات الفلاحة، الصناعة والسياحة. كما يسعى المؤتمر إلى استكشاف الحلول المبتكرة، التكنولوجية والمؤسساتية، التي من شأنها تعزيز الأمن المائي في المنطقة.
وتم خلال الندوة تناول مجموعة من المحاور الرئيسية، من أبرزها:
تشخيص واقع الموارد المائية بالجهة: عرض الدراسات العلمية والبيانات الحديثة حول منسوب المياه، وتوزيعها الجغرافي، ومستوى استغلالها.
التحديات البيئية والمناخية: تحليل أثر التغيرات المناخية على وفرة الموارد المائية، وما تفرضه من ضغوط على الساكنة والأنشطة الاقتصادية.
الابتكار في تدبير المياه: استعراض تجارب وتقنيات حديثة في تحلية مياه البحر، إعادة استخدام المياه العادمة، والري الذكي.
الحكامة والتشريع: مناقشة دور السياسات العمومية والتشريعات في ضمان التدبير الرشيد للمياه، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
آفاق الاستدامة والتعاون المجتمعي: التأكيد على أهمية إشراك المواطن والمجتمع المدني في التوعية والتحسيس بقيمة الماء وترشيد استهلاكه.
وعرفت هذه الندوة مشاركة باحثين وخبراء في مجالات الموارد الطبيعية والهندسة المائية، إلى جانب ممثلين عن الإدارات العمومية، مؤسسات البحث العلمي، جمعيات المجتمع المدني، والفاعلين الاقتصاديين المحليين. وسيشكل فضاءً للحوار المفتوح وتبادل التجارب، كما سيتم تقديم مشاريع بحثية ومبادرات مبتكرة تُطبّق على الصعيدين المحلي والوطني.
ويسعى المنظمون إلى أن تشكل هذه الندوة محطة مفصلية لوضع أسس رؤية استراتيجية جهوية متكاملة، تهدف إلى ضمان الأمن المائي للمنطقة عبر حلول مستدامة، تعتمد على الابتكار، وتراعي خصوصيات المجال البيئي والاجتماعي لكلميم واد نون.
إن تنظيم هذه الندوة في مناسبة رمزية كيوم الماء العالمي، يؤكد أهمية التحرك الجماعي والمندمج لمواجهة تحديات الماء. وهو نداء مفتوح لكل الفاعلين من أجل ترسيخ ثقافة مائية جديدة قوامها الوعي، الابتكار، والعدالة المجالية في توزيع هذا المورد الحيوي.